إنترنت الأجسام هو مفهوم يشير إلى شبكة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت والتي تتفاعل مباشرة مع جسم الإنسان. تُستخدم هذه الأجهزة لمراقبة الحالة الصحية أو لتحسين وظائف الجسم، وتشمل الأجهزة القابلة للارتداء مثل الساعات الذكية، والأجهزة المزروعة مثل منظِّمات ضربات القلب، وحتى الأجهزة التي تُبتلع مثل الكبسولات المزودة بكاميرات.
كيف تعمل أجهزة إنترنت الأجسام؟
تعمل أجهزة إنترنت الأجسام على أربعة مستويات:
- المستشعرات المدمَجة: تجمع بيانات مثل معدل ضربات القلب، ومستويات الأكسجين، وأنماط النوم.
- الاتصال بالشبكات: تنقل البيانات إلى مراكز التحكم أو التطبيقات عبر شبكات لا سلكية أو هجينة.
- البنية التحتية: تُخزن البيانات وتُحللها، وقد تشمل فرق دعم طبية للتدخل عند الحاجة.
- تطبيقات المستخدِم النهائي: تُمكّن الأفراد من مراقبة بياناتهم الصحية وتعديل إعدادات الأجهزة.
كيف يُحدث إنترنت الأجسام ثورةً في الرعاية الصحية؟
إنترنت الأجسام (IoB) هو شبكة من الأجهزة الذكية المتصلة بأجسامنا، مثل الساعات الذكية، وأجهزة تنظيم ضربات القلب، وأجهزة الاستشعار القابلة للارتداء، وحتى الأجهزة المزروعة داخل الجسم. تَجمع هذه الأجهزة معلومات صحية حيوية وتُرسلها إلى الأطباء أو إلى التطبيقات الصحية، مما يُحدث تحولًا كبيرًا في كيفية تقديم الرعاية الصحية.
1. مراقبة المرضى عن بُعد
تَسمح أجهزة إنترنت الأجسام للأطباء بمراقبة صحة المرضى في أي وقت ومن أي مكان. على سبيل المثال، يمكن للأطباء متابعة معدل ضربات القلب، وضغط الدم، ومستويات الأكسجين، وأنماط النوم، مما يساعدهم في اكتشاف أي تغييرات مبكرة في الحالة الصحية للمرضى واتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة.
2. التشخيص دون الحاجة لجراحة
تُمكّن هذه الأجهزة الأطباء من تشخيص بعض الحالات الصحية دون الحاجة لإجراء عمليات جراحية. على سبيل المثال، هناك كبسولات مزودة بكاميرات يمكن بلعها لفحص المعدة والأمعاء من الداخل، وهناك أجهزة تُرتدى على الصدر لمراقبة أداء الرئتين، وأجهزة تقيس إشباع الأكسجين في الدم، وأخرى تقيس مستويات السكر في الدم عن طريق العرَق.
3. تحسين حياة ذوي الأمراض المزمنة
تُساعد الأجهزة المزروعة أو القابلة للارتداء في تحسين جودة حياة المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة. على سبيل المثال، هناك أجهزة تنظيم ضربات القلب الذكية التي ترسل معلومات إلى تطبيقات الهواتف، وأجهزة شبكية العين الاصطناعية التي تساعد المرضى على استعادة جزء من بصرهم، وأنظمة توصيل الإنسولين التلقائية لمراقبة وضبط مستويات السكر في الدم.
4. الطب الدقيق والعلاج المخصَّص
من خلال تحليل البيانات المجمَّعة من هذه الأجهزة، يمكن للأطباء تصميم خطط علاجية مخصَّصة تتناسب مع احتياجات كل مريض. يُساعد ذلك في تقديم رعاية صحية أكثر فعالية ودقة.
5. تحسين خطط التأمين الصحي
تُتيح البيانات المستمَّدة من أجهزة إنترنت الأجسام لشركات التأمين الصحي تصميم خطط تأمين صحية لكل شخص. يمكنهم بذلك تقدير المخاطر بدقة أكبر وتحسين هذه الخطط بناءً على السجل الطبي للشخص، ومهنته، ونمط حياته. هذا لا يُحسن التفاعل مع المرضى فحسب، بل يُساهم أيضًا في تقليل تكاليف العلاج.
تحديات ومخاطر إنترنت الأجسام
تُعدُّ أجهزة إنترنت الأجسام من التقنيات الحديثة التي تُحدث ثورة في مجالات عديدة، بما في ذلك الرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن استخدامها يثير بعض التحديات والمخاطر التي يجب الانتباه إليها، مثل:
اقرأ أيضًا...
1. الخصوصية
تجمَع أجهزة إنترنت الأجسام بيانات حساسة مثل معدل ضربات القلب، وأنماط النوم، والموقع الجغرافي. لكن السؤال المهم هو: مَن يملك هذه البيانات؟ ومَن يمكنه الوصول إليها؟ على سبيل المثال، تم استخدام بيانات من جهاز تنظيم ضربات قلب رجل في قضية جنائية عام 2016، مما يثير تساؤلات حول كيفية استخدام هذه البيانات في المستقبل. لذلك، من الضروري وضع قوانين واضحة تحمي خصوصية الأفراد، وتحدد كيفية جمع واستخدام هذه البيانات.
2. الأمان
مثل أي جهاز متصل بالإنترنت، قد تكون أجهزة إنترنت الأجسام معرضة للاختراق. إذا تم اختراق جهاز بسيط مثل ساعة ذكية، قد لا يكون الأمر خطيرًا. لكن إذا تم اختراق جهاز طبي مثل جهاز تنظيم ضربات القلب أو مضخة الإنسولين، فقد يكون لذلك عواقب وخيمة. لذلك، من المهم أن تكون هذه الأجهزة محمية بشكل جيد، وأن يتم تحديث برامجها بانتظام.
3. الأخلاقيات
قد لا يمتلك المستخدِمون دائمًا السيطرة الكاملة على بياناتهم التي تجمعها هذه الأجهزة. بالإضافة إلى ذلك، قد تُستخدم هذه البيانات في أماكن عامة مثل المدارس أو المستشفيات، مما قد يؤدي إلى مراقبة غير مقصودة للآخرين. كما أن الأشخاص الذين لا يستطيعون تحمّل تكلفة هذه الأجهزة قد يُحرَمون من فوائدها. لذلك، يجب أن تكون هناك قوانين تحمي حقوق الأفراد، وتضمن استخدام هذه البيانات بشكل عادل وأخلاقي.
باختصار، على الرغم من الفوائد الكبيرة التي تقدِّمها أجهزة إنترنت الأجسام، فيجب التعامل مع التحديات المتعلقة بالخصوصية، والأمان، والأخلاقيات بحذر. من خلال وضع قوانين واضحة وتوعية المستخدِمين، يمكن الاستفادة من هذه التكنولوجيا بشكل آمن وعادل.
كلمة من موقع صحتك
يمثل إنترنت الأجسام تطورًا كبيرًا في مجال التكنولوجيا الصحية، إذ يتيح مراقبة وتحسين صحة الإنسان بطرق مبتكرة. ومع ذلك، من الضروري معالجة التحديات المتعلقة بالخصوصية والأمن لضمان استفادة الجميع من هذه التقنيات بأمان.
المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية