مخاطر ترند الجمال على تيكتوك .. مشاكل في صحة الجلد لدى الفتيات
أصبحت مخاطر ترندات الجمال على تطبيق تيكتوك أكثر وضوحًا، خاصةً مع تزايد تقليد المراهقين لأساليب العناية بالبشرة التي تروج لها الشخصيات المؤثرة، وتكشف دراسة حديثة أجرتها جامعة نورث وسترن في أمريكا مخاطر ترند الجمال على تيكتوك بينت فيها كيف أن هذه الأساليب قد تضر أكثر مما تنفع، خاصةً للفتيات الصغيرات اللاتي تتراوح أعمارهنّ بين 7 و18 عاماً.
وعلى الرغم من أن مقاطع فيديو “استعدّي معي” تُشاهَد على نطاق واسع، وتبدو غير مؤذية، فإنها غالباً ما تروج لبرنامج يتضمن استخدام عدد مفرط من منتجات العناية بالبشرة، يصل أحياناً لأكثر من اثني عشر منتَجاً، وقد يؤدي هذا السلوك، مقترناً بخوارزميات وسائل التواصل الاجتماعي القوية، إلى وضع معايير غير واقعية للجمال، مع تعريض المستخدِمين الصغار لمخاطر جسدية ونفسية كبيرة.
المراهقات يَستخدمنَ الكثير من المنتجات بوقت مبكر
وجَدت الدراسة أن الفتيات يستخدمنَ في المتوسط ستة منتجات مختلفة للعناية بالبشرة يومياً، وفي بعض الحالات تصل لأكثر من اثني عشر منتَجاً، وغالباً ما تحتوي هذه المنتجات على مكونات نشطة قاسية غير مصممة للبشرة الشابة الحساسة، وأشار الباحثون إلى ارتفاع خطر حدوث تفاعلات الحساسية والتهيج، خاصةً التهاب الجلد التماسي التحسسي، وهي حالة قد تحدّ بشكل دائم من المستحضرات أو الصابون أو الشامبو التي يمكن للشخص استخدامها بأمان.
تضمنت العديد من مقاطع الفيديو الأكثر شيوعًا التي تم تحليلها في الدراسة مزيجًا مما يصل إلى 11 مكونًا يحتمل أن تكون مهيجة للجلد، وكان مصدر القلق الرئيسي هو أن المراهقين وضعوا دون علمهم عدة منتجات تحتوي على نفس المكون النشط، مما يزيد من شدة تأثيراته ويزيد من احتمال حدوث رد فعل سلبي على البشرة. أظهر أحد مقاطع الفيديو التي تم تسليط الضوء عليها في البحث فتاةً تضع عشرة منتجات في ست دقائق فقط، وفي النهاية، كانت الفتاة غير مرتاحة بشكل واضح وظهرت عليها علامات تحسس الجلد.
برنامج مكلف مع حماية محدودة من الشمس
ومن الاكتشافات الأخرى اللافتة للنظر تكلفة منتجات التجميل هذه، فقد بلغ متوسط تكلفة البرنامج اليومي للعناية بالبشرة الذي تمت مراجعته في الدراسة حوالي 168 دولاراً شهرياً، وتجاوزت تكلفة بعضها 500 دولار، وعلى الرغم من الاستثمار الكبير في هذه المستحضرات، فإن 26% فقط من البرنامج اليومي للعناية بالبشرة خلال النهار يتضمن واقيًا من الشمس، وهو عنصر أساسي لصحة البشرة، خاصة للأطفال والمراهقين.
يؤكد هذا النقص في الحماية الأساسية من أشعة الشمس على أن تركيز هذه المنتجات يميل أكثر نحو تحقيق المظهر الجمالي بدلاً من تعزيز صحة البشرة. لا تكمن مخاطر ترند الجمال على تيكتوك في المكونات فحسب، بل أيضًا في كيفية تضليل هذه البرامج لجمهورها من الشباب حول ما يجب أن تكون عليه أولويات العناية بالبشرة.
رسائل مشفرَّة: التفتيح والإشراق والبياض
كشفت الدراسة أيضًا عن أنماط مقلقة في رسائل المحتوى، فقد ركّزت العديد من مقاطع الفيديو على الحصول على بشرة “أفتح: أو “أكثر إشراقاً”، مما يعكس تحيزاً كامناً، وقد عززت اللغة الدقيقة وخيارات المنتجات فكرة أن البشرة الفاتحة مرغوبة أكثر، مما يرسل رسائل ضارة للمشاهدين الذين قد يتأثرون بذلك.
يشير هذا التركيز على لون البشرة، بالإضافة إلى العدد الهائل من المنتجات والخطوات، إلى مشكلة ثقافية أعمق. لا تتعلق هذه البرامج بالعناية بالبشرة فحسب، بل تتعلق أيضاً بالنزعة الاستهلاكية ومعايير الجمال التي لا يمكن بلوغها، فمع تكريس الفتيات الصغيرات لكميات متزايدة من الوقت والمال لتحقيق مظهر مثالي، قد يستوعبنَ الاعتقاد بأن قيمتهنّ مرتبطة بمظهرهنّ.
مخاطر ترند الجمال على تيكتوك : الفخ الخوارزمي
كان أحد الجوانب الأكثر إثارة للقلق في الدراسة هو مدى سهولة جذب المراهقين إلى هذا المحتوى، فقد أنشأ الباحثون حسابات على تيكتوك متظاهرينَ بأنهم مراهقون في الثالثة عشرة من العمر، وسرعان ما وجدوا صفحات مليئة بمحتوى الجمال، وبمجرد التفاعل مع عدد قليل من مقاطع الفيديو، توصي المنصة باستمرار بالمزيد من نفس المحتوى، مما يصنع حلقة لا نهاية لها.
هذا التعرض القائم على الخوارزميات يجعل من الصعب على الآباء وأطباء الأطفال مراقبة ما يشاهده المراهقون، ومما يزيد من مخاطر ترند الجمال على تيكتوك حقيقة أن هذه الفيديوهات تظهَر بشكل متكرر وسريع جداً، مما يجعلها أمراً لا مفر منه تقريباً للمستخدِمين الصغار الفضوليين.
الحاجة للمزيد من الأبحاث
نُشرت هذه الدراسة في مجلة (Pediatrics)، وهي أول بحث لتقييم الأضرار المحتملة لمحتوى وسائل التواصل الاجتماعي الذي يَستهدف المراهقين على البشرة، ولكن يؤكد المؤلفون على أن هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم التأثيرات طويلة الأمد لهذه الإجراءات، والدور الذي تلعبه وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل سلوك الشباب.
نصيحة من موقع صحتك
يجب على الآباء والأمهات والمعلمين وفرق الرعاية الصحية التحدث بصراحة مع المراهقين حول مواقع التواصل الاجتماعي التي يستخدمونها وبرنامج التجميل الذي يتبعونه، وقد يساعد تشجيع التفكير النقدي وتقديم صحة البشرة على الاتجاهات الشائعة بين المراهقين على اتخاذ خيارات أفضل، ولهذا من الحكمة التعامل مع مخاطر ترند الجمال على تيكتوك بحذر ووعي.
المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية
