عندما تنتهي علاقة ما، قد تشعر وكأنها نهاية العالم. حتى لو كنتَ الطرف الذي أنهى العلاقة، فقد تتفاجأ عندما تجد نفسك حزينًا أيضًا. ولسبب وجيه هو أن الحزن بعد الانفصال يتشابه كثيرًا مع الحزن الذي يلي وفاة شخص عزيز. لذا فإن معرفة مراحل الحزن بعد الانفصال قد يساعدك على فهم مشاعرك وإدراك أن مشاعرك هذه طبيعية ومتوقعة.
ما مراحل الحزن بعد الانفصال ؟
هناك خمس أو سبع مراحل للحزن بعد انتهاء العلاقة العاطفية، وهي ليست كلها مُدرَجة أو موصوفة بنفس الطريقة. لكن في النهاية، الانفصال هو نهاية فصل من حياتك. وأي خسارة كالوفاة أو فقدان الوظيفة أو الانتقال إلى مدينة جديدة قد تُسبب قدرًا من الحزن. ولا يوجد جدول زمني محدد للمدة التي سيستغرقها ذلك. وطالما أن بوصلتك الداخلية تُرشدك نحو العناية الذاتية، فلا توجد توقعات بشأن المدة التي قد تستغرقها عملية الحزن أو الأعراض التي قد تُعاني منها. عليك أن تفعل ما يُناسبك لتريح نفسك. تشمل مراحل الحزن بعد الانفصال ما يلي:
-
المرحلة الأولى: الإنكار
بعد الانفصال مباشرةً، قد تشعر بالصدمة، وقد تعاني من أعراض جسدية للحزن، مثل الصداع وتسارع نبضات القلب واضطرابات النوم. قد تشعر بالصدمة أو عدم التصديق وتتساءل “هل هذا حقيقي؟ هل يحدث هذا بالفعل؟”. قد تشعر بأن شريكك سيعود في النهاية، وسيكون بإمكانك إصلاح العلاقة، وأن هذا لا يمكن أن يكون دائمًا. خلال هذه المرحلة، قد تشعر بمجموعة من المشاعر، مثل:
- الخوف
- الارتباك
- الوحدة
- الرهبة
قد تصبح الخطط والأهداف التي كنت تعتقد أنها ثابتة غير مؤكّدة، مما قد يسبب القلق. قد تشكك في هويتك وقيمتك الذاتية، مثل الشعور بعدم اليقين بشأن هويتك أو الشك في قدرتك على المضي قدمًا بمفردك، قد تتساءل حتى عما إذا كنت ستجد الحب مرة أخرى.
-
المرحلة الثانية: الغضب (ومشاعر سلبية أخرى)
تُمثل هذه المرحلة تعبيرًا عن مشاعر سلبية شديدة تجاه الطرف الآخر، وقد تشعر بالغضب أو الاستياء تجاه شريكك السابق وتتساءل عن سبب انتهاء العلاقة, ومن المهم الإشارة إلى أن هذه المرحلة لا تبدو دائمًا وكأنها غضب، بل قد تتجلى أيضًا في:
- خيبة الأمل
- الإحباط
- الألم
- الاستياء
-
المرحلة الثالثة: المساومة
مرحلة المساومة التي تلي الانفصال هي مرحلة الندم واستعادة الماضي. تقول لنفسك: لو فعلتُ كذا أو كذا، لكنتُ أنقذتُ العلاقة، لو قضيتُ وقتًا أقل في العمل… أو لو كنتُ مستمعًا أكثر… قد تفكر بهذه الأمور، أو قد تحاول جاهدًا إصلاح هذه السلوكيات للعودة إلى شريكك السابق. قد تكون هذه المرحلة عميقةً جدًا إذا كانت أفعالك قد أدت إلى نهاية الانفصال، كأن تخون أو تمارس عادة سيئة ذكَرها شريكك السابق كسبب لإنهاء العلاقة.
-
المرحلة الرابعة: الاكتئاب
عندما تنتهي علاقة، قد يبدو من الصعب تخيّل الحياة بدون شريكك السابق. وقد تحدّث المرضى لأطبائهم النفسيين عن الحزن بعد الانفصال ووصفوا بشكل دقيق مشاعرهم وصرّحوا أنهم لم يكونوا مجرد شركاء في حياتهم، بل كانوا أعزّ الأصدقاء، وكاتمي الأسرار، والأشخاص الذين كنا نضحك معهم أكثر من أي وقت مضى”. “والآن، يواجهون تحدي المضي قدمًا بدونه”. قد تُصاحب هذه المرحلة أعراض الاكتئاب الكلاسيكية، مثل:
- تقلبات المزاج، كالحزن واليأس والانفعال.
- انعدام الحافز أو الاهتمام بالأنشطة.
- تغيرات في عادات النوم والأكل.
-
المرحلة الخامسة: التقبّل
كل بداية جديدة تأتي من نهاية أخرى، وقد لا تشعر أبدًا بالراحة تجاه انفصالك، ولكن مع مرور الوقت، ستتعلم تقبّل الأمر والمضي قدمًا بهدف جديد. قد تحس بشعور كامن بالخسارة، ولكن في هذه المرحلة، ستمضي قدمًا وتعطي الأولوية للعناية بنفسك. “ربما تتمنى لو أن العلاقة سارت بشكل مختلف، لكنك تتقبل أنها لم تكن كذلك وأنت ملتزم بعيش حياة ذات معنى والتعافي بطرق صحية. مع ذلك، فإن التقبّل لا يأتي مع الوقت فحسب، بل قد يتطلب الأمر جهدًا شاقًا وتأملًا ذاتيًا للوصول إليه، بما في ذلك:
- إعطاء الأولوية للعناية الذاتية التي تشمل صحتك الجسدية والنفسية.
- الاستفادة من نظام الدعم الخاص بك، مثل الأصدقاء والعائلة.
- ممارسة أنشطة صحية، مثل الهوايات، وتشتت انتباهك وتركز انتباهك وتشغلك.
- التحدث إلى معالِج نفسي يمكنه مساعدتك في التغلب على مشاعرك.
الأسئلة الشائعة
كم يستمر الحزن بعد الانفصال؟
تتعلق فترة الحزن بعد الانفصال بالشخص نفسه وبطبيعته، ففي حين أن البعض ينغمس كثيراً في الحزن ولا يستطيع تخطّي ألم الفراق بسهولة، فإن البعض الآخر قد يركّز على العناية بنفسه وعملية شفائه أكثر.
ما مراحل الحزن الخمسة؟
قسّم الأطباء النفسيون مراحل الحزن إلى خمس أو سبع مراحل، ولكن التقسيم الأشهر للحزن بعد الانفصال هو إلى خمس مراحل تشمل:
- الإنكار
- الغضب
- المساومة
- الاكتئاب
- التقبُّل
نصيحة من موقع صحتك
الحزن عملية طبيعية بعد أي نوع من الخسارة، بما في ذلك الانفصال العاطفي. والحزن طبيعي ومهم لأنه يساعد أدمغتنا على التكيف مع واقعنا الجديد. وإن تجنب الحزن قد يُبقيك عالقًا في مشاعر الحزن، والوحدة، والذنب، والغضب، فإذا تُركت هذه المشاعر دون معالجة، فقد تُؤثر سلبًا على ثقتك بنفسك. قد تبدأ بالانطواء على الآخرين، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب السريري. قد تلجأ حتى إلى استراتيجيات تكيف غير صحية، مثل تعاطي المخدرات أو الكحول، للتعامل مع المشاعر الصعبة. لذا فإن السماح بفترة حزن بعد الانفصال العاطفي يُشجع على حل المشاعر الجياشة، وهذا يُتيح لك توافرًا عاطفيًا أكبر في علاقة جديدة.
إذا كنت تواجه صعوبة في المضي قدمًا أو كنت بحاجة إلى مساعدة إضافية في التعامل مع الانفصال العاطفي، فاطلب الدعم من المعالِج النفسي. الانفصال العاطفي أمرٌ مُريع، لكن الاعتراف بما تمر به ومدى صعوبة ذلك هو جزء أساسي من عملية الشفاء.
المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية