تُشاع الكثير من المعلومات الخاطئة عن الأمراض النفسية بشكل عام، والفصام بشكل خاص، فقد ساد اعتقاد أنه مرض يسبب تعدد الشخصيات، وعُرف باسم انفصام الشخصية بين الناس، ولكن الفصام لا يسبب ذلك دائماً، وأعراضه قد تجعل الذين حول المريض يعتقدون ذلك بسبب التغييرات الكبيرة التي قد تحدث في شخصية المصاب. يُعرف الفصام بأنه يسبب أعراضاً إيجابية وأعرضاً سلبية، فما الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام وما أهمية معرفة ذلك؟ نتحدث فيما يلي عن هذا الموضوع.
ما الفصام؟
يغيّر الفصام طريقة التفكير والشعور والتصرفات، وهو يؤثّر على المصابين بشكل مختلف، وعادة ما تظهَر الأعراض وتختفي، فلا أحد يعاني من أعراض الفصام كلها طوال الوقت. تبدأ الأعراض عادةً بين سن 16 و30 عامًا، وغالباً ما يصاب بها الذكور في وقت أبكَر من الإناث. يسبب الفصام عادة تغييراً تدريجياً في الشخص قبل أن تبدأ الأعراض الواضحة، وتسمى هذه المرحلة أحياناً بالمرحلة البادرية. ولكن عندما يكون المرض في أوجه وتكون الأعراض شديدة، لا يستطيع الشخص المصاب بالفصام معرفة ما إذا كانت بعض الأفكار والتصورات التي تراوده حقيقية أم لا، ويَحدث هذا الأمر بشكل أقل كلما تقدّموا في السن.
لا يدرك الأشخاص المصابون بهذه الحالة عادةً أنهم مصابون بها حتى يخبرهم الطبيب أو الأخصائي النفسي بذلك، وإذا لاحظوا وجود أعراض مثل عدم القدرة على التفكير السليم، فقد يفكرون أن ذلك لأسباب مثل الإجهاد أو التعب.
قبل التفصيل .. ما أعراض الفصام؟
تتمثل الأعراض الرئيسية للفصام بما يلي:
- الأوهام.
- الهلوسات.
- الكلام غير المترابط، كالتوقف في منتصف الجملة، أو القفز من فكرة إلى أخرى، أو استخدام كلمات غير منطقية.
- حركات غير عادية، مثل التحرك بشكل متكرر، أو اتخاذ وضع غير طبيعي، أو حركات مضطربة.
- فقدان الرغبة بممارسة الأنشطة المحببة، وعدم الاهتمام بالذات وبالنظافة الشخصية، وفقدان الاهتمام بالروابط الاجتماعية.
الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام .. هل نقصد وجود أعراض جيدة وسيئة؟
لا يُقصد بتقسيم أعراض الفصام إلى أعراض إيجابية وأعراض سلبية أن بعض الأعراض جيدة وبعضها سيئة، ولكن القصد من هذا التقسيم هو التفرقة بين الأعراض وما تسببه للمصاب، وأسهل طريقة لفهم الفرق بين الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام هي تذكّر أن الأعراض الإيجابية “تضيف” إلى تجربة المريض ونظرته إلى العالم، بينما تأخذ أو “تنقص” الأعراض السلبية من تجربة المريض.
الأعراض الإيجابية لمرض الفصام
تتضمن الأعراض الإيجابية لمرض الفصام: الهلوسات، والأوهام، والكلام غير المنظم، والسلوك غير المنظم، وتشمل:
- الهلوسات: تضيف الهلوسات أشياء غير موجودة إلى الإدراكات الحسية، فقد يرى الشخص المصاب بالفصام أو يسمع أمورا غير موجودة، ولا تقتصر الهلوسات على الرؤية والسمع فقط، بل قد تؤثّر في أي من الحواس، فقد يشعر المصاب بوجود أمور غير موجودة، بل وقد يشم روائح أو يتذوق طعماً غير موجود.
- الأوهام: تضيف الأوهام تشوهات إلى أفكار المصاب، فقد يفكر ويصدق أموراً ليست منطقية أو حقيقية، وهناك العديد من الأنواع من الأوهام مثل توهم المريض بأن كل من حوله يسعى لإيذائه، أو أن هناك طرفاً ما يراقبه، وغيرها الكثير.
- الكلام غير المنظم: يعني هذا صعوبة فهم حديث المصاب، فقد يخرج عن المسار الصحيح أثناء المحادثة، أو يرد بطرق غير منطقية. تسبب العمليات المضافة إلى ما يحدث في الدماغ هذا الاضطراب الذي يؤدي بطبيعة الحال إلى صعوبة التواصل مع المصاب.
- مشاكل السلوك: قد يكون سلوك المصاب غير لائق أو غريب في بعض الأحيان، ويعود سبب ذلك إلى مشاكل في التفكير يعاني منها المصاب، وهي أيضاً سبب الكلام غير المنظم عند المصابين.
- اضطرابات الحركة: قد يُظهر بعض الأشخاص المصابين بالفصام حركات التململ، وقد يكررون نفس الحركات مراراً وتكراراً في بعض الأحيان، ولكن قد يظلون ساكنين تمامًا لساعات طويلة في أحيان أخرى، وهو ما يسميه الخبراء بالجمود.
يجدر التنويه هنا إلى بعض الأمور، من أبرزها أن الهلوسات والأوهام هي من خيال المصاب وليست واقعية، ولكن يجب أن ندرك أن هذه الهلوسات والأوهام هي حقيقية بالنسبة للمصاب، ويجب أخذ ذلك بعين الاعتبار عند الحديث معه، فهو يؤمن بها تمامًا، ويصعب التخلي عنها، فلا يصح الدخول بجدال معه حولها أو وصفه بألقاب مثل الجنون. لا بد أيضاً من التنويه أنه خلافاً للاعتقاد الشائع، فإن الأشخاص المصابين بالفصام ليسوا عنيفين عادةً.
الأعراض السلبية لمرض الفصام
تقلل الأعراض السلبية للفصام من قدرة الدماغ على معالجة تجارب معينة والاستجابة أو التصرف بطرق معينة، ومن هذه الأعراض:
- تبلد المشاعر: لا يستطيع الشخص إظهار العاطفة، وقد تسلب منه حتى القدرة على الابتسام.
- انخفاض الدافع: قد لا يجد المصاب بالفصام بنفسه الدافع للقيام بأي شيء، وبذلك يفقد رغبته في التواصل مع الآخرين، أو القيام بما كان يحب قبل بدء الأعراض.
- مشاكل التخطيط: يفقد المصاب بالفصام القدرة على وضع الأهداف والقيام بالخطوات اللازمة لتحقيقها. إذا بدأ المصاب القيام بشيء، فقد لا يكمله.
- تباطؤ ردة الفعل: يعاني المصاب بالفصام من تباطؤ رد الفعل تجاه الأشخاص والأحداث من حوله، فقد لا يجيب على الأسئلة فوراً.
- فقدان الاهتمام: فقدان الاهتمام الكامل بالأشخاص أو الأحداث الدائرة من حوله، وقد يصفه البعض ممّن حوله باللامبالاة. قد لا يهتم المريض أيضاً بذاته ويهمل نظافته الشخصية.
- انعدام المتعة: فقدان القدرة على الشعور بالمتعة أو السعادة، وبذلك يتوقف عن السعي للحصول على المتعة.
هل تَحدث الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام كلها معاً؟
لا تَحدث الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام كلها معاً، فقد يعاني مريض الفصام من مزيج من الأعراض الإيجابية والسلبية التي تختلف حدتها من فترة إلى أخرى. قد لا يعاني بعض مرضى الفصام من أعراض محددة مثل التي ذكرناها أبداً، وقد لا تظهر كل هذه الأعراض على كل المرضى، ولا تكون بنفس الشدة.
الأسئلة الشائعة
هل يعاني جميع المرضى من الأعراض الإيجابية والسلبية للفصام على حد سواء؟
كلا، لا يعاني جميع المصابين بالفصام من كل الأعراض، فكل حالة فريدة ومختلفة عن الأخرى، إذ تختلف شدة الأعراض ووجودها من شخص لآخر، وتتغير مع مرور الوقت.
هل الهلوسة والأوهام حقيقية بالنسبة للمريض؟
نعم، فعلى الرغم من أنها لا تستند إلى الواقع، فإن الهلوسات والأوهام تكون حقيقية بالنسبة للشخص الذي يعاني منها، والجدال مع المريض حول هذه الأوهام ومحاولة إقناعه أنها غير حقيقية قد لا يكون مفيداً وقد يسبب له الضيق.
نصيحة من موقع صحتك
إذا ظهرت على شخص تهتم لأمره علامات الفصام، تعامَل معه بصبر وتفهم، واعلم أن أعراضه هي جزء من حالة طبية وليست اختيارًا. تجنب إصدار الأحكام أو المواجهة، خاصةً فيما يتعلق بمعتقداته أو سلوكه، ويفضل في هذه الحالة استشارة طبيب نفسي ليساعدك في معرفة كيفية التعامل مع المصاب، وليوفّر العلاج اللازم له، ولا تنسَ أهمية دعم المصاب والوقوف بجانبه في رحلة تعايشه مع مرض الفصام.
المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية