الصحة العامة

إبر التنحيف قد تحقق نتائج أقل حدة خارج نطاق التجارب

إبر التنحيف قد تحقق نتائج أقل حدة خارج نطاق التجارب

إبر التنحيف قد تحقق نتائج أقل حدة خارج نطاق التجارب

ازدادت شعبية إبر التنحيف كحلٍّ غير جراحي للسمنة، وقد تم الترحيب بأدوية مثل “ويغوفي” المحتوي على السيماجلوتايد، و”مونجارو” المحتوي على التيرزيباتيد باعتبارها أحدثت فرقاً كبيراً في مجال التنحيف. أثبتت هذه الأدوية في التجارب السريرية قدرتها على مساعدة الأفراد على فقدان ما يصل إلى 20% من وزن الجسم على مدار 72 أسبوعًا، ,لكن تشير الأبحاث الحديثة أيضاً إلى أن فعالية هذه الأدوية في الاستخدام اليومي قد تكون أقل من نتائج هذه التجارب بكثير.

نظرة أعمق في إبر التنحيف

أجريت الدراسة من قِبل كلية غروسمان للطب في جامعة نيويورك، وقد نظرت في نتائج أكثر من 51,000 مريض كان مؤشر كتلة الجسم لديهم 35 أو أكثر. اعتُبر جميع المشاركين مؤهلين لإجراء جراحة إنقاص الوزن أو أخذ إبر التنحيف، ومن خلال تحليل السجلات الطبية على مدى ثلاث سنوات، قارن الباحثون بين مجموعتين: أولئك الذين وُصفت لهم إبر التنحيف وأولئك الذين خضعوا للجراحة لعلاج السمنة.

كشفت النتائج عن اختلاف كبير في نتائج فقدان الوزن، ففي حين أن إبر التنحيف وفّرت بعض الفوائد، لكنها لم تقترب من مطابقة تأثير التدخل الجراحي. في المتوسط، خسر الأفراد الذين تناولوا أدوية مثل سيماجلوتايد أو تيرزيباتيد حوالي 5.7% من وزن الجسم على مدار عامين. في المقابل، خسر الذين اختاروا الجراحة حوالي 26.5% من وزن أجسامهم خلال الفترة نفسها.

لماذا قد تكون فعالية إبر التنحيف أقل خارج التجارب؟

لماذا يبدو أن فعالية إبر التنحيف أقل عند تناولها خارج التجارب السريرية إذاً؟ يشير الباحثون إلى عدة تفسيرات محتملة، وأحد العوامل الرئيسية هو إمكانية الحصول عليها. في الحياة الواقعية، يمكن للتكاليف المرتفعة والتغطية التأمينية المحدودة لإبر التنحيف أن تمنع الناس من الاستمرار في استخدام هذه الأدوية، وبما أن إبر التنحيف تكون أكثر فعالية عند تناولها على المدى الطويل، فإن الانقطاع عن هذا العلاج قد يقلل من تأثيرها.

وبالإضافة إلى ذلك، تشير الدراسة إلى أن الدعم الطبي في العالم الحقيقي قد لا يكون بنفس وتيرة الدعم الطبي المقدَّم خلال التجارب المضبوطة، وعادةً ما تتطلب إبر التنحيف زيادة تدريجية في الجرعة والمراقبة الدقيقة للتأثيرات الجانبية والدعم التكميلي مثل الاستشارات الغذائية. في العديد من أماكن الرعاية الصحية اليومية، قد لا يتم توفير هذه الجوانب الأساسية بشكل كافٍ، مما يؤدي إلى نتائج متناقِصة.

المقارنة بين الجراحة والدواء

تُظهِر الدراسة أن التباين في النتائج بين الأدوية والجراحة كبير، ولهذا تظل الجراحة لعلاج السمنة هي الطريقة الأكثر فعالية لفقدان الوزن بشكل كبير ومستدام لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة المفرطة، وعلى الرغم من المخاطر المعروفة ووقت التعافي المرتبط بالعمليات الجراحية، فإن متوسط انخفاض الوزن الذي لوحظ لدى المرضى الذين خضعوا للجراحة يفوق بكثير أولئك الذين يتناولون أدوية إنقاص الوزن.

بالرغم من ذلك، ما يزال تفضيل الأدوية على الجراحة هو السائد، إذ يفضل العديد من الأفراد تجنب الجراحة إن أمكن، خاصةً مع توفر الأدوية التي يبدو في الدراسات أنها تقدّم نتائج مماثلة، على الأقل بناءً على البيانات السريرية المبكرة. تحثّ هذه الدراسة على توخّي الحذر، فهي تسلط الضوء على أهمية وَضع توقعات عملية، واختيار مسار العلاج بناءً على بيانات العالم الحقيقي، وليس فقط على نتائج التجارب.

حدود الدراسة وسياقها

لم تتم مراجعة هذا البحث بعد من قبل الخبراء، ومن المقرر أن يتم تقديمها في الاجتماع العلمي السنوي للجمعية الأمريكية لجراحة السمنة لعام 2025، وعلى الرغم من أن النتائج مقنعة، فيجب اعتبار النتائج أولية حتى يتم إجراء المزيد من التحقق من صحتها.

نصيحة من موقع صحتك

إذا كنت تفكر في إبر التنحيف كحلّ للسمنة، فمن المهم أن تسيطر على توقعاتك وتبقى على اطلاع، فعلى الرغم من أن هذه الأدوية يمكن أن تحقق خسارة في الوزن، فمن غير المرجح أن تقدّم نفس المقدار الذي لوحِظ في التجارب السريرية دون الاستخدام المنتظم والجرعات المناسبة والدعم الطبي.

احرص على استشارة فريق الرعاية الصحية حول أهدافك والاعتبارات المالية وإمكانية تلقي المتابعة، وتذكّر أنه على الرغم من أن إبر التنحيف قد تبدو خيارًا أسهل من الجراحة، فإن نجاحها يعتمد بشكل كبير على الظروف. بالنسبة للبعض، قد تظل جراحة السمنة هي الحل الأكثر فعالية على المدى الطويل، وفي النهاية، يجب أن يكون اختيار النهج الصحيح قرارًا تعاونيًا مستنيرًا مبنياً على الأدلة والاحتياجات الفردية.

المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية

Previous post
الكادميوم: القاتل الصامت في حياتنا اليومية
Next post
5 طرق غير متوفرة لتجنب الغباء

اترك تعليقاً