الصحة العامة

الغناء للأطفال وسيلة فعّالة لتعزيز الذكاء العاطفي واللغوي

الغناء للأطفال وسيلة فعّالة لتعزيز الذكاء العاطفي واللغوي

لا شك أن المرحلة التي تلي الولادة تشهد تواصلاً مباشراً ما بين الأم وطفلها، فهي ترضعه وتحممه وتنظفه وتلمسه وتحتضنه وتلبسه وتداعبه وتلاحقه بنظراتها في حله وترحاله. يُعتبر هذا الترابط بين الأم ورضيعها شيئاً أساسياً وجوهرياً من أجل تطوير علاقة عاطفية وثيقة تُعد جزءاً حيوياً مهماً في عملية النمو المبكر للطفل. لكن على الأم ألا تنسى أو تتناسى أهمية الغناء للأطفال لأنه لا يساهم فقط في تعزيز الروابط بين الطفل وأمه، بل يملك فوائد عديدة.

فوائد الغناء للأطفال

الغناء للأطفال الرضع أمر شائع في جميع أنحاء العالم ولدى كل الشعوب، بغض النظر عن التقاليد والخلفية الثقافية. بل إن البعض يغني للطفل وهو ما يزال يسبح في رحم أمه، لأنها الطريقة الطبيعية للتواصل مع الجنين أثناء الحمل وإظهار الحب له. تشير الأبحاث إلى أن الأمهات اللاتي يغنين لأطفالهن خلال فترة الحمل يشعرن بمزيد من الارتباط بهم عندما يولدون. يحمل الغناء للأطفال فوائد عديدة، منها:

  • تحفيز تعلم اللغة: يُعد الغناء وسيلة رائعة لتطوير اللغة وتعلم الكلمات واكتساب المفردات وفهمها في سياقها الصحيح، ويزيد الغناء من الرصيد اللغوي للطفل ويمنحه الفرصة لتكرار الكلمات والعبارات وتذكر المعلومات. تشير معطيات إلى أن الغناء للأطفال قد يساعد الطفل على التحدث مبكراً.

  • تحسين المزاج: كشفت دراسة علمية حديثة أجراها باحثون من جامعة ييل، تم نشرها في مجلة “تطور الطفل”، وشملت 110 من الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال تقل أعمارهم عن 4 أشهر، أن الغناء المتكرر يترك تأثيراً إيجابياً على مزاج الطفل ويمنحه شعوراً بالراحة والطمأنينة، ويعزز من العلاقة العاطفية بين الطفل وذويه، مما يساهم في خلق بيئة عاطفية تدعم نمو الطفل وتطوره في المراحل الأولى من الحياة.

  • تعزيز الروابط مع الأهل: يُعد الغناء للأطفال وسيلة ممتازة للتواصل العاطفي وزرع الطمأنينة وبث مشاعر الأمان والراحة لدى الطفل، خاصة في الأشهر القليلة الأولى التي يعاني فيها الطفل من ضعف النظر. في هذه الفترة الحرجة من النمو، يكون سماع صوت أحد الوالدين أكثر أهمية من رؤيته.

  • المساعدة على التهدئة والنوم: يلعب الغناء للأطفال دوراً مهماً في تهدئة الطفل وتنظيم مشاعره وسلوكه وتخفيض مستوى التوتر لديه، مما يساعد على خلق الجو المناسب لكي يدخل الطفل إلى عالم النوم.

ماذا عن التهويدة (Lullaby)؟

التهويدة هي لحن موسيقي إيقاعي لطيف تنشده الأم، مصمم خصيصاً لتهدئة الطفل وزرع الطمأنينة والأمان لديه لمساعدته على النوم من دون مجهود. هذا اللحن عبارة عن مزيج من الكلمات والألحان التي ترتبط عادة بعادات وثقافات البلد.

في كواليس مختبر الموسيقى بجامعة هارفارد، أُجريت تجارب على رضع أمريكيين استمعوا خلالها إلى تهويدات بلغات مختلفة وألحان غير مألوفة. جاءت النتائج لتكشف أن تلك التهويدات ساهمت في تعزيز التفاعل الإيجابي بين الأم والطفل، وتركت لديه تأثيرات نفسية ساعدت على الاسترخاء والنوم.

بعض النصائح لغناء التهويدات

بما أن التهويدات تساعد على تهدئة الطفل وتحفز تعليمه وتطوره السلوكي وتساعده على النوم، فإن النصائح التالية قد تكون مفيدة:

  • يفضل أن تكون التهويدة شخصية، مستنبطة من صور وشخصيات واقعية تكون أقرب إلى عالم الطفل واهتماماته.
  • يجب أن تضم التهويدة كلمات متكررة، لأنها الأكثر فعالية وجذباً للطفل.
  • يفضل أن تُغنى التهويدة في نفس الوقت من كل ليلة.
  • يجب غناء التهويدة بصوت ناعم ورقيق، مع الحفاظ على التوازن في وتيرة الصوت لتتناسب مع شدة عاطفة الطفل.
  • يُحبذ التواصل الجسدي مع الطفل، مثل التربيت أو التدليك أو التأرجح بإيقاعات مناسبة مع كلمات الأغنية.

أسئلة شائعة

متى أبدأ بالغناء لطفلي؟

يجب الغناء للأطفال بأسرع ما يمكن، وتشير أبحاث إلى أن الأمهات اللواتي يغنين لأطفالهن أثناء الحمل يشعرن بمزيد من الارتباط بأطفالهن بعد الولادة. عدا عن ذلك، فهناك معطيات تقول إن الغناء للأطفال يؤدي على الأرجح إلى انخفاض هرمونات التوتر، مما يقلل من مخاطر تعرض الأم للتوتر والقلق والاكتئاب على مشارف الولادة.

ماذا أغني لطفلي؟

سيدتي، غني لفلذة كبدك أي شيء يخطر في بالك: تهويدات، أناشيد أطفال، أغانيك المفضلة. لا يهم، فالمهم هنا هو الغناء للأطفال. إذا كان لديك أطفال أكبر سناً يميلون إلى تكرار ما تغنينه، فمن الأفضل أن تكوني حذرة في اختيار كلمات الأغنية.

صوتي سيئ ولا أجيد الغناء، فهل أستطيع أن أغني لطفلي؟

الغناء للأطفال هو أحد الأشياء المذهلة التي يمكن للأم أن تقدمها لطفلها. إذا كنت خائفة من أنك لا تجيدين الغناء أو أن صوتك سيئ أو نشاز، فكوني على يقين بأن صغيرك سيعتبره أجمل صوت في العالم، لأنه الأكثر ألفة له، خاصة أنه تعود على سماعه منذ كان في بطنك في مرحلة ما قبل الولادة.

نصيحة من موقع صحتك

يوصي الباحثون بأنه ينبغي على الأم أن تغني لطفلها في أسرع وقت ممكن، لأن هذا العزف المنفرد على إيقاع نغمات حنجرتها لا يساعد فقط على تعزيز نمو الطفل وأواصر العلاقة معها، بل هو نشاط يجعل الطفل ينغمس فيه بكل حواسه ويتعلم الكلام من خلال التعرف على الأصوات وإيقاع الكلام الطبيعي.

يُعتبر الغناء للأطفال أداءً قوياً في عالم الأمومة، لهذا فعلى الأم أن تغني لطفلها وأن تستمر في الغناء له، لأنه يسمع ويستمتع بكل لحظة من دندنات والدته، حتى ولو كان صوتها “نشازاً” كما يُقال في اللغة الدارجة.

وينصح هنا ألا يقتصر الغناء للأطفال على الأم فقط، بل يجب أن يشارك فيه كل أفراد الأسرة الكبار، خاصة أنه، أي الغناء للأطفال، وسيلة فعالة وسهلة وآمنة ومجانية.

المصدر :- صحتك | الصفحة الرئيسية

Previous post
برومات البوتاسيوم في الخبز.. المخاطر الصحية على الصحة
Next post
كيف يمكن أن تؤثر المعايير الثقافية على النوم والصحة

اترك تعليقاً